السبت، 20 أكتوبر 2012

الخوف من الله وحدة دون غيرة ....


حاجز عنيد لطالما منعنا من المبادرة إلى الإصلاح، فكثير من الأخطاء التي كنا نراها في وطننا الحبيب كان من الممكن أن يتم تجنبها بكلمة بسيطة نقولها للمخطئ، أو بموقف بسيط نتخذه نرفض فيه السلوك الخاطئ، ولكننا كنا دوماً 
خائفين، هذا الخوف لسنا وحدنا المسؤولين عنه، فقد كان الانتهازيون لايتورعون عن فعل أي شيء في سبيل 
مكاسبهم الشخصية، ولو كان في هذا الضرر الكبير للبلد،حتى أن البعض لم يبال بأن يدفن كلمه الحق في أرض
 وطنه مقابل حفنة من المال! ولككن انا لا الوم الحاكم لان له مستشارون يوصول الصورة التي يريدون ليبينو بأنهم 
صالحون و الامور جيدة في الوطن العزيز مع العالم بان الحاكم الحالي من اطيب الحكام واعلاهم حكمة وتواضع ولكن بعض  المستشارون خطائهم كثيرة...
أ ، من عدم احترام القانون ، إلى الرشاوي في كل معاملات الدولة، إلى الفساد وإهدار المال العام، إلى الاستيلاء على أملاك المواطنين، إلى إلى...

ومن أهم حقائق الإيمان التي يهتم المنهج الإسلامي بغرسها في نفوس المؤمنين: الخوف من الله تعالى دون ما سواه.
أن رجحان جانب الخوف من الله في قلب المؤمن هو وحده الذي يعصم من فتنة هذه الدنيا، وهو الذي يضبط تصرفات الخلق، وهو الذي يضبط المعيار والميزان في النفوس، فهو أصل كل خير في الدنيا والآخرة.

وصدق إبراهيم بن أدهم إذ يقول: «الهوى يُرْدِي، وخوفُ الله يشفي، واعلم أن ما يزيل عن قلبك هواك: إذا خفت مَنْ تعلم أنه يراك».

وقد تنبه لهذا وول ديورانت صاحب (قصة الحضارة) فقال: «الأمم لا تتحضّر أبداً إلاَّ بالدين؛ لأن الخوف من الله الذي يرى كل شيء والقادر على كل شيء، هو وحده - أي هذا الخوف - الذي يضبط النزعات الفردية المتمثلة في الرغبات البشرية، والدين مصاحب لمولد كل الحضارات، وغياب الدين نذير بموتها».

وهذا صحيح، فبدون الخوف من الله لا يصلح قلب، ولا تصلح حياة، ولا تستقيم نفس، ولا يُهذَّب سلوك.

فلا يحجز النفس البشرية عن ارتكاب المحرمات من زنى وبغي وظلم واعتداء وعنصرية غير الخوف من الله، ولا يهدئ فيها سعار الشهوات وجنون المطامع غيرُ الخوف من الله، ولا يردع الإنسان عن التقصير والخيانة إلا الخوفُ من الله سبحانه، والعلمُ بأنه مطلع على كل ما نعمله بل وعلى ما تخفيه الأنفس.

إن مما ينبغي ألا يتجاهله المنصفون: أن المسؤول الذي لا يعرف الخوفُ من الله طريقاً إلى قلبه؛ سوف يسرق ويظلم ويفسد، ويحتكر وينهب ويدمر البلاد والعباد.

وهل منع يوسفَ عليه السلام من الوقوع في الفاحشة إلا خوفُه من الله، فقال لامرأة العزيز: (مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) [يوسف/23]

وكلنا نذكر قصة عمر بن الخطاب رضي اللهُ عنه، مع الفتاة التي رفضت أن تطيع أمها التي أمرتها بغش اللبن باعتبار أن عمر لا يراهما، فقالت البنت:ُ أي أماه فأين الله؟ واللهِ ما كنتُ لأطيعَه في الملا، وأعصيه في الخلاء.

فإذا انعدم الخوف من الله انقلب الإنسان وحشا كاسرا لا يحجزه عن الشر رادع، وصارت القوة والحيلة وبالا على صاحبها وعلى الدنيا كلها، إذ يستخدمها في الظلم والاستيلاء على بلاد وأموال الآخرين، والاعتداء على أعراضهم، وإنكار حقوقهم، والتعالي عليهم.
واختم بهذة الابيات من الشاعر الفارس الجاهلي عنتر بن شداد // 


بَكَرَتْ تُخَوِّفُنى الحُتُوفَ كأَنَّنى ... أَصْبَحْتُ عَنْ عَرَضِ الحُتُوفِ بِمَعْزِلِ

فأَجَبْتُها إِنَّ المَنِيِّةَ مَنْهَلٌ ... لا بُدِّ أَنْ أُسْقَى بذاكِ المَنْهَلِ

فاقْنَىْ حَياءَكِ لا أَبا لَكِ واعْلَمِى ... أَنى امْرُؤٌ سَأَمُوتُ إِن لَّم أُقْتَلِ
  اخوكم//  طلال السويدان الشمري ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق