السبت، 29 ديسمبر 2012

الحـــــــاكم والعدل





قصة عمر بن الخطاب وإمرأة عجوز

مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الناس متخفيا ليتعرف أخبار رعيته فرأى عجوزا فسلم عليها وقال لها ما فعل 

عمر؟ قالت : لا جزاه الله عني خيرا . قال : ولم ؟ ، قالت : لأنه - والله - ما نالني من عطائه منذ ولي أمر المؤمنين دينار 

ولا درهم فقال لها : وما يدري عمر بحالك وأنت في هذا الموضع؟ قالت : سبحان الله ! والله ما ظننت أن أحدا يلي عمل 

الناس ولا يدري ما بين مشرقها ومغربها. فبكى عمر ثم قال: وا عمراه ! كل أحد أفقه منك حتى العجائز يا عمر. ثم قال 

لها: يا أمة الله ، بكم تبيعني ظلامتك من عمر؟ فإني أرحمه من النار قالت: لا تهزأ بنا يرحمك الله

فقال لها : لست بهزاء.... ولم يزل بها حتى اشترى ظلامتها بخمسة وعشرين دينارا

وبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن أبي طالب وعبدالله بن مسعود رضي الله عنهما فقالا : السلام عليك يا أمير 

المؤمنين. فوضعت العجوز يدها على رأسها وقالت : واسوأتاه أشتمت أمير المؤمنين في وجهه ! فقال لها عمر : لا 

بأس عليك رحمك الله، ثم طلب رقعة يكتب فيها فلم يجد ، فقطع قطعة من ثوبه وكتب فيها

" بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اشترى عمر من فلانة ظلامتها منذ ولي إلى يوم كذا وكذا بخمسة وعشرين دينارا ،

 فما تدعى عند وقوفه في المحشر بين يدي الله تعالى فعمر منه بريء " وشهد على ذلك علي بن أبي طالب 

وعبدالله بن مسعود ورفع عمر الكتاب إلى ولده وقال( إذا أنا مت فاجعله في كفني ، ألقى به ربي)


_____________
ولنا فى الفاروق مثال للحاكم العادل يا حكام المسلمين والعرب

لا رحمكم الله وفى بلادكم مظلوم وانتم نائمين عنه ..

الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

مبدأ المساواة في عهد عمر بن الخطاب:







هذه بعض المواقف التي جسدت مبدأ المساواة في دولته:



لم يقتصر مبدأ المساواة في التطبيق عند خلفاء الصدر الأول على المعاملة الواحدة للناس كافة، وإنما تعداه إلى شئون المجتمع الخاصة، ومنها ما يتعلق بالخادم والمخدوم، فعن ابن عباس أنه قال: قدم عمر بن الخطاب حاجًّا، فصنع لهصفوان بن أمية طعامًا، فجاءوا بجفنة يحملها أربعة، فوضعت بين يدي القوم يأكلون وقام الخدام فقال عمر: أترغبونه عنهم؟ فقال سفيان بن عبد الله: لا والله يا أمير المؤمنين، ولكنا نستأثر عليهم، فغضب عمر غضبًا شديدًا، ثم قال: ما لقوم يستأثرون على خدامهم، فعل الله بهم وفعل. ثم قال للخادم: اجلسوا فكلوا، فقعد الخدام يأكلون، ولم يأكل أمير المؤمنين.
ومن صور تطبيق المساواة بين الناس ما قام به عمر عندما جاءه مال فجعل يقسمه بين الناس، فازدحموا عليه، فأقبل سعد بن أبى وقاص يزاحم الناس، حتى خلص إليه، فعلاه بالدّرّة وقال: إنك أقبلت لا تهاب سلطان الله في الأرض، فأحببت أن أعلمك أن سلطان الله لن يهابك. فإذا عرفنا أن سعدًا كان أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأنه فاتح العراق، ومدائن كسرى، وأحد الستة الذين عينهم للشورى؛ لأن رسول الله  مات وهو راض عنهم، وأنه كان يقال له: فارس الإسلام، عرفنا مبلغ التزام عمر بتطبيق المساواة.
وكما رأينا أن عمرو بن العاص، أقام حد الخمر على عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب، يوم كان عامله على مصر. ومن المألوف أن يقام الحد في الساحة العامة للمدينة، لتتحقق من ذلك العبرة للجمهور، غير أن عمرو بن العاص أقام الحد على ابن الخليفة في البيت، فلما بلغ الخبر عمر كتب إلى عمرو بن العاص: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العاص بن العاص: عجبت لك يا ابن العاص ولجرأتك عليّ، وخلاف عهدي. أما إني قد خالفت فيك أصحاب بدر عمن هو خير منك، واخترتك لجدالك عني وإنفاذ مهدي، فأراك تلوثت بما قد تلوثت، فما أراني إلا عازلك فمسيء عزلك، تضرب عبد الرحمن في بيتك، وقد عرفت أن هذا يخالفني؟ إنما عبد الرحمن رجل من رعيتك، تصنع به ما تصنع بغيره من المسلمين. ولكن قلت: هو ولد أمير المؤمنين وقد عرفت أن لا هوادة لأحد من الناس عندي في حق يجب لله عليه، فإذا جاءك كتابي هذا، فابعث به في عباءة على قتب حتى يعرف سوء ما صنع. وقد تم إحضاره إلى المدينة وضربه الحد جهرًا (روى ذلك ابن سعد، وأشار إليه ابن الزبير، وأخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن ابن عمر مطولاً).
فهكذا نرى المساواة أمام الشريعة في أسمى درجاتها، فالمتهم هو ابن أمير المؤمنين، ولم يعفه الوالي من العقاب، ولكن الفاروق وجد أن ابنه تمتع ببعض الرعاية، فآلمه ذلك أشد الألم، وعاقب واليه -وهو فاتح مصر- أشد العقاب وأقساه. وأنزل بالابن ما يستحق من العقاب، حرصًا على حدود الله، ورغبة في تأديب ابنه وتقويمه.

الحـــــــــاكم العـــــــــادل





إذا ذُكِر عمر ذُكر العدل، وإذا ذُكر العدل ذُكر عمر.
روى الإمام أحمد بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ"[1].
من دلائل اتصاف الفاروق بالعدل أنه لا يخاف في الله لومة لائم، ويقيم الحدود على القريب والبعيد، الحبيب والغريب حتى إنه ليضرب به المثل في ذلك الأمر.
يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: شرب أخي عبد الرحمن بن عمر، وشرب معه أبو سروعة عقبة بن الحارث، ونحن بمصر في خلافة عمر بن الخطاب  فسكرا.
فلما صحا انطلقا إلى عمرو بن العاص وهو أمير مصر فقالا: طهرنا فإنا قد سكرنا من شراب شربناه.
قال عبد الله بن عمر: فلم أشعر أنهما أتيا عمرو بن العاص، قال: فذكر لي أخي أنه قد سكر فقلت له: ادخل الدار أطهرك، قال: إنه قد حدث الأمير.
قال عبد الله: فقلت: والله لا تحلق اليوم على رءوس الناس، ادخل أحلقك وكانوا إذا ذاك يحلقون مع الحد، فدخل معي الدار. قال عبد الله: فحلقت أخي بيدي، ثم جلدهما عمرو بن العاص، فسمع عمر بن الخطاب  بذلك فكتب إلى عمرو: أن ابعث إليّ عبد الرحمن بن عمر على قتب.
ففعل ذلك عمرو، فلما قدم عبد الرحمن المدينة على أبيه الفاروق عمر  جلده، وعاقبه من أجل مكانه منه، ثم أرسله فلبث أشهرًا صحيحًا، ثم أصابه قدره، فيحسب عامة الناس أنه مات من جلد عمر، ولم يمت من جلده.
فالفاروق  لا يبالي على من وقع الحق، على ولده أم على غيره من الناس، فهو رجل لا تأخذه في الله لومة لائم، لذلك كان ينهى أهله أشد النهي حذرًا من وقوعهم في مخالفته.
يقول ابن عمر رضي الله عنهما: كان عمر إذا نهى الناس عن شيء جمع أهله وقال: إني قد نهيت الناس عن كذا وكذا وإنهم إنما ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم فإن وقعتم وقعوا، وإن هبتم هابوا، وايم الله لا أوتي برجل منكم فعل الذي نهيت عنه إلا أضعفت عليه العقوبة، لمكانه مني فمن شاء فليتقدم ومن شاء فليتأخر[2].

قمة العدل في عهد عمر  :

وغزت بعض جيوشه بلاد فارس حتى انتهت إلى نهر ليس عليه جسر فأمر أمير الجيش أحد جنوده أن ينزل في يوم شديد البرد لينظر للجيش مخاضة يعبر منها، فقال الرجل: إني أخاف إن دخلت الماء أن أموت.
دخل الرجل الماء وهو يصرخ: يا عمراه يا عمراه، ولم يلبث أن هلك فبلغ ذلك عمر وهو في سوق المدينة، فقال: يا لَبَيَّكَاه يا لَبَّيْكَاه، وبعث إلى أمير ذلك الجيش فنزعه، وقال: لولا أن تكون سنة لقدت منك، لا تعمل لي عملاً أبدًا.
يقول فضيل بن زيد الرقاشي رحمه الله: وقد كان غزا على عهد عمر بن الخطاب  سبع غزوات: بعث عمر جيشًا، فكنت في ذلك قلنا: نرجع فنقيل، ثم نخرج فنفتحها.
فلما رجعنا تخلف عبد من عبيد المسلمين، فراطنهم فراطنوه، فكتب لهم كتابًا في صحيفة، ثم شده في سهم فرمى به إليهم، فخرجوا فلما رجعنا من العشي وجدناهم قد خرجوا، قلنا لهم: ما لكم؟
قالوا: أمنتمونا. قلنا: ما فعلنا، إنما الذي أمنكم عبد لا يقدر على شيء، فارجعوا حتى نكتب إلى عمر بن الخطاب. فقالوا: ما نعرف عبدكم من حُرِّكم، وما نحن براجعين، إن شئتم فاقتلونا، وإن شئتم ففوا لنا. قال: فكتبنا إلى عمر أن عبد المسلمين من المسلمين، ذمته ذمتهم؟ قال: فأجاز عمر أمانه.
إن إقامة العدل بين الناس -أفرادًا وجماعات ودولاً- ليست من الأمور التطوعية التي تترك لمزاج الحاكم أو الأمير وهواه، بل إن إقامة العدل بين الناس في الدين الإسلامي تعد من أقدس الواجبات وأهمها، وقد اجتمعت الأمة على وجوب العدل، قال الفخر الرازي: أجمعوا على أن من كان حاكمًا وجب عليه أن يحكم بالعدل.
وهذا الحكم تؤيده النصوص القرآنية والسنة النبوية، فإن من أهداف دولة الإسلام إقامة المجتمع الإسلامي الذي تسود فيه قيم العدل والمساواة، ورفع الظلم ومحاربته بجميع أشكاله وأنواعه، وعليها أن تفسح المجال وتيسر السبل أمام كل إنسان يطلب حقه أن يصل إليه بأيسر السبل وأسرعها دون أن يكلفه ذلك جهدًا أو مالاً، وعليها أن تمنع أي وسيلة من الوسائل التي من شأنها أن تعيق صاحب الحق من الوصول إليه، وهذا ما فعله الفاروق في دولته، فقد فتح الأبواب على مصارعها لوصول الرعية إلى حقوقها، وتفقد بنفسه أحوالها، فمنعها من الظلم ومنعه عنها، وأقام العدل بين الولاة والرعية، في أبهى صورة عرفها التاريخ فقد كان يعدل بين المتخاصمين ويحكم بالحق ولا يهمه أن يكون المحكوم عليهم من الأقرباء أو الأعداء أو الأغنياء أو الفقراء، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ[المائدة: 8].
لقد كان الفاروق قدوة في عدله، فأسر القلوب وبهر العقول، فالعدل في نظره دعوة عملية للإسلام به تفتح قلوب الناس للإيمان، وقد سار على ذات نهج الرسول ، فكانت سياسته تقوم على العدل الشامل بين الناس، وقد نجح في ذلك على صعيد الواقع والتطبيق نجاحا منقطع النظير لا تكاد تصدقه العقول حتى اقترن اسمه بالعدل، وبات من الصعب جدا على كل من عرف شيئا يسيرا من سيرته أن يفصل ما بين الاثنين، وقد ساعده على تحقيق ذلك النجاح الكبير عدة أسباب ومجموعة من العوامل منها:
1- أن مدة خلافته كانت أطول من مدة خلافة أبي بكر بحيث تجاوزت عشر سنوات في حين اقتصرت خلافة أبي بكر على سنتين وعدة شهور فقط.
2- أنه كان شديد التمسك بالحق حتى إنه كان على نفسه وأهله أشد منه على الناس كما رأينا.
3- أن فقه القدوم على الله كان قويًّا عنده لدرجة أنه كان في كل عمل يقوم به يتوخى مرضاة الله قبل مرضاة الناس، ويخشى الله ولا يخشى أحدًا من الناس.
4- أن سلطان الشرع كان قويًّا في نفوس الصحابة والتابعين بحيث كانت أعمال عمر تلقى تأييدًا وتجاوبًا وتعاونًا من الجميع.

لأخلاق والتواضع :







ثاني الأشياء التي جعلت الفاروق عمر بن الخطاب يصل إلى هذه الدرجة من العلم والفقه هي إخلاصه  وابتغاؤه بهذا العلم وجه الله . وهذا هو السبب الأول الذي جعله يرتقي إلى هذه الدرجة العالية من العلم.
يقول رب العزة تبارك وتعالى: {وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[البقرة: 282].
فمن طلب العلم لله بارك الله فيه، ونفعه به، ونفع به المسلمين، وعمر  لم يطلب العلم كي يجاري به العلماء ويماري به السفهاء، ولكن طلب العلم تقربًا إلى الله ؛ لأنه القائل في كتابه العزيز: {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ[فاطر: 28]. فأشد الناس خشية لله هم العلماء.
وكانت دعوة الرسول  في الكتاب العزيز: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا[طه: 114]. لأن العلم يرفع من درجات الإنسان في الدنيا والآخرة، ويرفع الحق تبارك وتعالى بالعلم أقوامًا ويضع به آخرين. ولا بد لهذا العلم أن يتوج بالأخلاق لأن العلم وحده لا ينفع ما لم تزينه الأخلاق فعلم بلا أخلاق كشجرة بلا ثمر.
لا تَحَسَبَنَّ الْعِلْمَ يَنْفَعُ وَحْدَهُ *** مَا لَمْ يُتَوَّجُ رَبُّهُ بِخَلاقِ
وقال الشاعر:
إِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ *** فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا
لم تمنع المنزلة العالية التي وصل إليها عمر  في الفقه والعلم من التواضع لله ، ولين الجانب لإخوانه، وحسن المعاملة، وعدم التعالي بهذا العلم. ففي يوم من الأيام يقف عمر على المنبر، ويخطب في الناس أن رفقًا بالشباب، ودعا الناس إلى التخفيف في المهور، وعدم تحميل الشباب فوق طاقاتهم، فتقوم امرأة وتقول: يا عمر، يقول رب العزة تبارك وتعالى: {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآَتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}[النساء: 20].
وهنا يقف عمر مع نفسه، ويفكر في الأمر، ولا تمنعه مكانته من إمارة المؤمنين ومكانته المرموقة بين المسلمين إلا أن يقول: "صدقت امرأة وأخطأ عمر"[4].

فقه الإمام والمأموم





فقه الإمام والمأموم :

قال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان، حدثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن الحارث بن معاوية الكندي، أنه ركب إلى عمر بن الخطاب  يسأله عن ثلاث خلال قال: فقدم المدينة، فسأله عمر : ما أقدمك؟ قال: لأسألك عن ثلاث خلال. قال: وما هن؟ قال: ربما كنت أنا والمرأة في بناء ضيق فتحضر الصلاة، فإن صليت أنا وهي كانت بحذائي وإن صلت خلفي خرجت من البناء؟ فقال عمر: تستر بينك وبينها بثوب، ثم تصلي بحذائك إن شئت. وعن الركعتين بعد العصر؟ فقال: نهاني عنهما رسول الله . قال: وعن القصص؟ فإنهم أرادوني على القصص. فقال: ما شئت. كأنه كره أن يمنعه. قال: إنما أردت أن أنتهي إلى قولك. قال: أخشى عليك أن تقص فترتفع عليهم في نفسك، ثم تقص فترتفع حتى يخيل إليك أنك فوقهم بمنزلة الثريا، فيضعك الله تحت أقدامهم يوم القيامة بقدر ذلك[5].

مسلمين ولكن ؟؟




امرأة مسلمة تضع النقاب تقوم بالتسوق في سوبر ماركت في فرنسا وبعد الانتهاء من التبضع ذهبت الى الصندوق لدفع ماعليها من مستحقات ...



خلف الصندوق كانت هناك امرأة متبرجة من أصول عربية - فنظرت الى المنقبة بنظرة استهزاء ثم بدأت تحصي السلع وتقوم بضرب السلع على الطاولة.



لكن الأخت المنقبة لم تحرك ساكنا وكانت هادئة جدا مما زاد تلك العربية غضبا



فلم تصبر وقالت لها وهي تستفزها :



لدينا في فرنسا عدة مشاكل وأزمات ونقابك هذا مشكلة من المشاكل.. فنحن هنا للتجارة وليس لعرض الدين أو التاريخ ... فإذا كنت تريدين ممارسة الدين أو وضع النقاب فاذهبي الى وطنك ومارسي الدين كما تشائين ...



توقفت الأخت المنقبة عن وضع السلع في الحقيبة ونظرت إليها ... ثم قامت بكشف النقاب عن وجهها وإذ هي شقراء ... زرقاء العينين قائلة : أنا فرنسية أبا عن جد ... هذا إسلامي وهذا وطني ... أنتم بعتم دينكم ونحن اشتريناه

الاثنين، 3 ديسمبر 2012

حامي حمى الأمن الإسرائيلي


الرباعية الدولية حامي حمى الأمن الإسرائيلي


كل تحرك تتحركه اللجنة الرباعية الدولية المعنية بسلام الشرق الأوسط ينم عن حقيقة نواياها والأهداف التي تشكلت من أجلها ، وهو حماية أمن إسرائيل ليس إلا أما القضية الفلسطينية نفسها واستحقاقات الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة فتأتي كلها في ذيل القائمة في اهتمامات اللجنة ولا تعدو هذه التحركات كونها تحايلا لفظيا على الرأي العام العالمي الذى يزداد تململة وضيقه كل يوم من استعصاء ملف صراع الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية في قلبه وقد تمخض اجتماع اللجنة الرباعية في ميونيخ أمس فولد إعلانا عن اقتناع اللجنة بأن أي تأخير في استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية سيضر بإمكانات السلام والمعروف و الواضح أن استئناف المفاوضات التي تريدها إسرائيل مجرد جدلية لإدارة الأزمة واكتساب الوقت وهو مطلب المفاوض الإسرائيلي دون وجود أي مرجعيات أو سقوف زمنية واضحة لعملية المفاوضات هذه .

إن هذا التعميم في الإعلان وتجنب التعرض للقضايا الأساسية محور الصراع كالدولة واللاجئين والقدس والحدود ومصادر المياه والسيادة وغير ذلك من أسس الحل العادل يؤشر بوضوح الى انحياز اللجنة لصالح تحقيق أهداف إسرائيل فقط ، دون المبادرة من جانب أعضاء الرباعية على ما هم عليه من نفوذ دولي كدول كبرى ومنظمة دولية الى طرح حلول موضوعية أو مطالبة إسرائيل بتقديم طروحات مقبولة تستجيب للشرعية الدولية ولطموحات الشعب الفلسطيني, وقد بدا الأمر من خلال نتائج اجتماع ميونيخ كما لو كان استجداءً لقادة إسرائيل كي يقدموا شيئا لتشجيع المفاوض الفلسطيني على استئناف تلك المفاوضات الجوفاء.

لكن الجانب الفلسطيني بدوره يعرف طريقه جيدا ويتضح ذلك جليا من خلال ردود الفعل الفلسطيني على نتائج مثل هذه الاجتماعات الشكلية وقد كان رد السلطة الوطنية الفلسطينية أمس واضحا على مؤتمر ميونيخ بالقول إنه لم يرق الى توقعات الجانب الفلسطيني فالاحتلال هو الخطر الحقيقي الماثل امام أعين كل ذي عينين وليس فقط أمام أعين أعضاء الرباعية الدولية .

كما يبني أعضاء الرباعية استجداءهم لإسرائيل على فرضية ان أحداث الشرق الأوسط الأخيرة ستعقد عملية السلام وهذا تخريج مؤسف للوقائع وتشويه مشين للحقائق الموضوعية على الأرض فتعقيد عملية السلام يعود بالتأكيد إلى تعنت إسرائيل المتزايد واستقوائها بواشنطن والعواصم الأوروبية وتمييعها لدور الأمم المتحدة وقصرها سبل الحل السلمي على مفاوضات ثنائية معها وليس غير والحقيقة التي لا مراء فيها هي ان كل احداث الشرق دون استثناء هي نتيجة التعقيدات في عملية السلام التي تزداد تعقدا بسبب إسرائيل وأعوانها وميوعة من يعتبرون أنفسهم وسطاء سلام كالرباعية الدولية وليس مقدمة لتلك التعقيدات.

وعلى اللجنة الرباعية أن تعدل مناظيرها التي تنظر بها للأحداث لتنأى عن التوصيف الإسرائيلي ، إن لم نقل التعليمات الإسرائيلية لرئيس وأعضاء اللجنة المنتفعين من استمرارها في دورها المخيب للآمال ابتغاء منفعة مادية أو وجاهة دولية على حساب ملايين الضحايا من معتقلين ومحاصرين ومهجرين وشهداء في الجانب الفلسطيني

ذكاء المخابرات الاسرئيلية ؟


رجل عجوز يعيش لوحده

رغب أن يزرع البطاطس في حديقة منزله
و لكنه لا يستطيع لكبر سنه
فارسل لابنه الأسير رسالة
هذه الرسالة تقول :
... —
ابني الحبيب أحمد
تمنيت أن تكون معي الآن
و تساعدني في حرث الحديقة لكي أزرع البطاطس
فليس عندي من يساعدني
و بعد فترة استلم الأب الرسالة التالية :

أبي العزيز
أرجوك
إياك أن تحرث الحديقة
لإني أخفيت فيها شيئا مهمّا
عندما أخرج من المعتقل سأخبرك ما هو
(ابنك أحمد)

لم تمض ساعة على الرسالة و إذ برجال الموساد و الإستخبارات
و الجيش يحاصرون المنزل و يحفرونه شبرا شبرا
فلما لم يجدوا شيئا غادروا المنزل

وصلت رسالة للأب من ابنه في اليوم التالي :

أبي العزيز
أرجو أن تكون الأرض قد حُرثت بشكل جيد
فهذا ما استطعت أن أساعدك به
و إذا احتجت لشيء آخر أخبرني
و سامحني على التقصير