السبت، 29 ديسمبر 2012

الحـــــــاكم والعدل





قصة عمر بن الخطاب وإمرأة عجوز

مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الناس متخفيا ليتعرف أخبار رعيته فرأى عجوزا فسلم عليها وقال لها ما فعل 

عمر؟ قالت : لا جزاه الله عني خيرا . قال : ولم ؟ ، قالت : لأنه - والله - ما نالني من عطائه منذ ولي أمر المؤمنين دينار 

ولا درهم فقال لها : وما يدري عمر بحالك وأنت في هذا الموضع؟ قالت : سبحان الله ! والله ما ظننت أن أحدا يلي عمل 

الناس ولا يدري ما بين مشرقها ومغربها. فبكى عمر ثم قال: وا عمراه ! كل أحد أفقه منك حتى العجائز يا عمر. ثم قال 

لها: يا أمة الله ، بكم تبيعني ظلامتك من عمر؟ فإني أرحمه من النار قالت: لا تهزأ بنا يرحمك الله

فقال لها : لست بهزاء.... ولم يزل بها حتى اشترى ظلامتها بخمسة وعشرين دينارا

وبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن أبي طالب وعبدالله بن مسعود رضي الله عنهما فقالا : السلام عليك يا أمير 

المؤمنين. فوضعت العجوز يدها على رأسها وقالت : واسوأتاه أشتمت أمير المؤمنين في وجهه ! فقال لها عمر : لا 

بأس عليك رحمك الله، ثم طلب رقعة يكتب فيها فلم يجد ، فقطع قطعة من ثوبه وكتب فيها

" بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اشترى عمر من فلانة ظلامتها منذ ولي إلى يوم كذا وكذا بخمسة وعشرين دينارا ،

 فما تدعى عند وقوفه في المحشر بين يدي الله تعالى فعمر منه بريء " وشهد على ذلك علي بن أبي طالب 

وعبدالله بن مسعود ورفع عمر الكتاب إلى ولده وقال( إذا أنا مت فاجعله في كفني ، ألقى به ربي)


_____________
ولنا فى الفاروق مثال للحاكم العادل يا حكام المسلمين والعرب

لا رحمكم الله وفى بلادكم مظلوم وانتم نائمين عنه ..

الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

مبدأ المساواة في عهد عمر بن الخطاب:







هذه بعض المواقف التي جسدت مبدأ المساواة في دولته:



لم يقتصر مبدأ المساواة في التطبيق عند خلفاء الصدر الأول على المعاملة الواحدة للناس كافة، وإنما تعداه إلى شئون المجتمع الخاصة، ومنها ما يتعلق بالخادم والمخدوم، فعن ابن عباس أنه قال: قدم عمر بن الخطاب حاجًّا، فصنع لهصفوان بن أمية طعامًا، فجاءوا بجفنة يحملها أربعة، فوضعت بين يدي القوم يأكلون وقام الخدام فقال عمر: أترغبونه عنهم؟ فقال سفيان بن عبد الله: لا والله يا أمير المؤمنين، ولكنا نستأثر عليهم، فغضب عمر غضبًا شديدًا، ثم قال: ما لقوم يستأثرون على خدامهم، فعل الله بهم وفعل. ثم قال للخادم: اجلسوا فكلوا، فقعد الخدام يأكلون، ولم يأكل أمير المؤمنين.
ومن صور تطبيق المساواة بين الناس ما قام به عمر عندما جاءه مال فجعل يقسمه بين الناس، فازدحموا عليه، فأقبل سعد بن أبى وقاص يزاحم الناس، حتى خلص إليه، فعلاه بالدّرّة وقال: إنك أقبلت لا تهاب سلطان الله في الأرض، فأحببت أن أعلمك أن سلطان الله لن يهابك. فإذا عرفنا أن سعدًا كان أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأنه فاتح العراق، ومدائن كسرى، وأحد الستة الذين عينهم للشورى؛ لأن رسول الله  مات وهو راض عنهم، وأنه كان يقال له: فارس الإسلام، عرفنا مبلغ التزام عمر بتطبيق المساواة.
وكما رأينا أن عمرو بن العاص، أقام حد الخمر على عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب، يوم كان عامله على مصر. ومن المألوف أن يقام الحد في الساحة العامة للمدينة، لتتحقق من ذلك العبرة للجمهور، غير أن عمرو بن العاص أقام الحد على ابن الخليفة في البيت، فلما بلغ الخبر عمر كتب إلى عمرو بن العاص: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العاص بن العاص: عجبت لك يا ابن العاص ولجرأتك عليّ، وخلاف عهدي. أما إني قد خالفت فيك أصحاب بدر عمن هو خير منك، واخترتك لجدالك عني وإنفاذ مهدي، فأراك تلوثت بما قد تلوثت، فما أراني إلا عازلك فمسيء عزلك، تضرب عبد الرحمن في بيتك، وقد عرفت أن هذا يخالفني؟ إنما عبد الرحمن رجل من رعيتك، تصنع به ما تصنع بغيره من المسلمين. ولكن قلت: هو ولد أمير المؤمنين وقد عرفت أن لا هوادة لأحد من الناس عندي في حق يجب لله عليه، فإذا جاءك كتابي هذا، فابعث به في عباءة على قتب حتى يعرف سوء ما صنع. وقد تم إحضاره إلى المدينة وضربه الحد جهرًا (روى ذلك ابن سعد، وأشار إليه ابن الزبير، وأخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن ابن عمر مطولاً).
فهكذا نرى المساواة أمام الشريعة في أسمى درجاتها، فالمتهم هو ابن أمير المؤمنين، ولم يعفه الوالي من العقاب، ولكن الفاروق وجد أن ابنه تمتع ببعض الرعاية، فآلمه ذلك أشد الألم، وعاقب واليه -وهو فاتح مصر- أشد العقاب وأقساه. وأنزل بالابن ما يستحق من العقاب، حرصًا على حدود الله، ورغبة في تأديب ابنه وتقويمه.

الحـــــــــاكم العـــــــــادل





إذا ذُكِر عمر ذُكر العدل، وإذا ذُكر العدل ذُكر عمر.
روى الإمام أحمد بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ"[1].
من دلائل اتصاف الفاروق بالعدل أنه لا يخاف في الله لومة لائم، ويقيم الحدود على القريب والبعيد، الحبيب والغريب حتى إنه ليضرب به المثل في ذلك الأمر.
يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: شرب أخي عبد الرحمن بن عمر، وشرب معه أبو سروعة عقبة بن الحارث، ونحن بمصر في خلافة عمر بن الخطاب  فسكرا.
فلما صحا انطلقا إلى عمرو بن العاص وهو أمير مصر فقالا: طهرنا فإنا قد سكرنا من شراب شربناه.
قال عبد الله بن عمر: فلم أشعر أنهما أتيا عمرو بن العاص، قال: فذكر لي أخي أنه قد سكر فقلت له: ادخل الدار أطهرك، قال: إنه قد حدث الأمير.
قال عبد الله: فقلت: والله لا تحلق اليوم على رءوس الناس، ادخل أحلقك وكانوا إذا ذاك يحلقون مع الحد، فدخل معي الدار. قال عبد الله: فحلقت أخي بيدي، ثم جلدهما عمرو بن العاص، فسمع عمر بن الخطاب  بذلك فكتب إلى عمرو: أن ابعث إليّ عبد الرحمن بن عمر على قتب.
ففعل ذلك عمرو، فلما قدم عبد الرحمن المدينة على أبيه الفاروق عمر  جلده، وعاقبه من أجل مكانه منه، ثم أرسله فلبث أشهرًا صحيحًا، ثم أصابه قدره، فيحسب عامة الناس أنه مات من جلد عمر، ولم يمت من جلده.
فالفاروق  لا يبالي على من وقع الحق، على ولده أم على غيره من الناس، فهو رجل لا تأخذه في الله لومة لائم، لذلك كان ينهى أهله أشد النهي حذرًا من وقوعهم في مخالفته.
يقول ابن عمر رضي الله عنهما: كان عمر إذا نهى الناس عن شيء جمع أهله وقال: إني قد نهيت الناس عن كذا وكذا وإنهم إنما ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم فإن وقعتم وقعوا، وإن هبتم هابوا، وايم الله لا أوتي برجل منكم فعل الذي نهيت عنه إلا أضعفت عليه العقوبة، لمكانه مني فمن شاء فليتقدم ومن شاء فليتأخر[2].

قمة العدل في عهد عمر  :

وغزت بعض جيوشه بلاد فارس حتى انتهت إلى نهر ليس عليه جسر فأمر أمير الجيش أحد جنوده أن ينزل في يوم شديد البرد لينظر للجيش مخاضة يعبر منها، فقال الرجل: إني أخاف إن دخلت الماء أن أموت.
دخل الرجل الماء وهو يصرخ: يا عمراه يا عمراه، ولم يلبث أن هلك فبلغ ذلك عمر وهو في سوق المدينة، فقال: يا لَبَيَّكَاه يا لَبَّيْكَاه، وبعث إلى أمير ذلك الجيش فنزعه، وقال: لولا أن تكون سنة لقدت منك، لا تعمل لي عملاً أبدًا.
يقول فضيل بن زيد الرقاشي رحمه الله: وقد كان غزا على عهد عمر بن الخطاب  سبع غزوات: بعث عمر جيشًا، فكنت في ذلك قلنا: نرجع فنقيل، ثم نخرج فنفتحها.
فلما رجعنا تخلف عبد من عبيد المسلمين، فراطنهم فراطنوه، فكتب لهم كتابًا في صحيفة، ثم شده في سهم فرمى به إليهم، فخرجوا فلما رجعنا من العشي وجدناهم قد خرجوا، قلنا لهم: ما لكم؟
قالوا: أمنتمونا. قلنا: ما فعلنا، إنما الذي أمنكم عبد لا يقدر على شيء، فارجعوا حتى نكتب إلى عمر بن الخطاب. فقالوا: ما نعرف عبدكم من حُرِّكم، وما نحن براجعين، إن شئتم فاقتلونا، وإن شئتم ففوا لنا. قال: فكتبنا إلى عمر أن عبد المسلمين من المسلمين، ذمته ذمتهم؟ قال: فأجاز عمر أمانه.
إن إقامة العدل بين الناس -أفرادًا وجماعات ودولاً- ليست من الأمور التطوعية التي تترك لمزاج الحاكم أو الأمير وهواه، بل إن إقامة العدل بين الناس في الدين الإسلامي تعد من أقدس الواجبات وأهمها، وقد اجتمعت الأمة على وجوب العدل، قال الفخر الرازي: أجمعوا على أن من كان حاكمًا وجب عليه أن يحكم بالعدل.
وهذا الحكم تؤيده النصوص القرآنية والسنة النبوية، فإن من أهداف دولة الإسلام إقامة المجتمع الإسلامي الذي تسود فيه قيم العدل والمساواة، ورفع الظلم ومحاربته بجميع أشكاله وأنواعه، وعليها أن تفسح المجال وتيسر السبل أمام كل إنسان يطلب حقه أن يصل إليه بأيسر السبل وأسرعها دون أن يكلفه ذلك جهدًا أو مالاً، وعليها أن تمنع أي وسيلة من الوسائل التي من شأنها أن تعيق صاحب الحق من الوصول إليه، وهذا ما فعله الفاروق في دولته، فقد فتح الأبواب على مصارعها لوصول الرعية إلى حقوقها، وتفقد بنفسه أحوالها، فمنعها من الظلم ومنعه عنها، وأقام العدل بين الولاة والرعية، في أبهى صورة عرفها التاريخ فقد كان يعدل بين المتخاصمين ويحكم بالحق ولا يهمه أن يكون المحكوم عليهم من الأقرباء أو الأعداء أو الأغنياء أو الفقراء، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ[المائدة: 8].
لقد كان الفاروق قدوة في عدله، فأسر القلوب وبهر العقول، فالعدل في نظره دعوة عملية للإسلام به تفتح قلوب الناس للإيمان، وقد سار على ذات نهج الرسول ، فكانت سياسته تقوم على العدل الشامل بين الناس، وقد نجح في ذلك على صعيد الواقع والتطبيق نجاحا منقطع النظير لا تكاد تصدقه العقول حتى اقترن اسمه بالعدل، وبات من الصعب جدا على كل من عرف شيئا يسيرا من سيرته أن يفصل ما بين الاثنين، وقد ساعده على تحقيق ذلك النجاح الكبير عدة أسباب ومجموعة من العوامل منها:
1- أن مدة خلافته كانت أطول من مدة خلافة أبي بكر بحيث تجاوزت عشر سنوات في حين اقتصرت خلافة أبي بكر على سنتين وعدة شهور فقط.
2- أنه كان شديد التمسك بالحق حتى إنه كان على نفسه وأهله أشد منه على الناس كما رأينا.
3- أن فقه القدوم على الله كان قويًّا عنده لدرجة أنه كان في كل عمل يقوم به يتوخى مرضاة الله قبل مرضاة الناس، ويخشى الله ولا يخشى أحدًا من الناس.
4- أن سلطان الشرع كان قويًّا في نفوس الصحابة والتابعين بحيث كانت أعمال عمر تلقى تأييدًا وتجاوبًا وتعاونًا من الجميع.

لأخلاق والتواضع :







ثاني الأشياء التي جعلت الفاروق عمر بن الخطاب يصل إلى هذه الدرجة من العلم والفقه هي إخلاصه  وابتغاؤه بهذا العلم وجه الله . وهذا هو السبب الأول الذي جعله يرتقي إلى هذه الدرجة العالية من العلم.
يقول رب العزة تبارك وتعالى: {وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[البقرة: 282].
فمن طلب العلم لله بارك الله فيه، ونفعه به، ونفع به المسلمين، وعمر  لم يطلب العلم كي يجاري به العلماء ويماري به السفهاء، ولكن طلب العلم تقربًا إلى الله ؛ لأنه القائل في كتابه العزيز: {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ[فاطر: 28]. فأشد الناس خشية لله هم العلماء.
وكانت دعوة الرسول  في الكتاب العزيز: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا[طه: 114]. لأن العلم يرفع من درجات الإنسان في الدنيا والآخرة، ويرفع الحق تبارك وتعالى بالعلم أقوامًا ويضع به آخرين. ولا بد لهذا العلم أن يتوج بالأخلاق لأن العلم وحده لا ينفع ما لم تزينه الأخلاق فعلم بلا أخلاق كشجرة بلا ثمر.
لا تَحَسَبَنَّ الْعِلْمَ يَنْفَعُ وَحْدَهُ *** مَا لَمْ يُتَوَّجُ رَبُّهُ بِخَلاقِ
وقال الشاعر:
إِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ *** فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا
لم تمنع المنزلة العالية التي وصل إليها عمر  في الفقه والعلم من التواضع لله ، ولين الجانب لإخوانه، وحسن المعاملة، وعدم التعالي بهذا العلم. ففي يوم من الأيام يقف عمر على المنبر، ويخطب في الناس أن رفقًا بالشباب، ودعا الناس إلى التخفيف في المهور، وعدم تحميل الشباب فوق طاقاتهم، فتقوم امرأة وتقول: يا عمر، يقول رب العزة تبارك وتعالى: {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآَتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}[النساء: 20].
وهنا يقف عمر مع نفسه، ويفكر في الأمر، ولا تمنعه مكانته من إمارة المؤمنين ومكانته المرموقة بين المسلمين إلا أن يقول: "صدقت امرأة وأخطأ عمر"[4].

فقه الإمام والمأموم





فقه الإمام والمأموم :

قال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان، حدثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن الحارث بن معاوية الكندي، أنه ركب إلى عمر بن الخطاب  يسأله عن ثلاث خلال قال: فقدم المدينة، فسأله عمر : ما أقدمك؟ قال: لأسألك عن ثلاث خلال. قال: وما هن؟ قال: ربما كنت أنا والمرأة في بناء ضيق فتحضر الصلاة، فإن صليت أنا وهي كانت بحذائي وإن صلت خلفي خرجت من البناء؟ فقال عمر: تستر بينك وبينها بثوب، ثم تصلي بحذائك إن شئت. وعن الركعتين بعد العصر؟ فقال: نهاني عنهما رسول الله . قال: وعن القصص؟ فإنهم أرادوني على القصص. فقال: ما شئت. كأنه كره أن يمنعه. قال: إنما أردت أن أنتهي إلى قولك. قال: أخشى عليك أن تقص فترتفع عليهم في نفسك، ثم تقص فترتفع حتى يخيل إليك أنك فوقهم بمنزلة الثريا، فيضعك الله تحت أقدامهم يوم القيامة بقدر ذلك[5].

مسلمين ولكن ؟؟




امرأة مسلمة تضع النقاب تقوم بالتسوق في سوبر ماركت في فرنسا وبعد الانتهاء من التبضع ذهبت الى الصندوق لدفع ماعليها من مستحقات ...



خلف الصندوق كانت هناك امرأة متبرجة من أصول عربية - فنظرت الى المنقبة بنظرة استهزاء ثم بدأت تحصي السلع وتقوم بضرب السلع على الطاولة.



لكن الأخت المنقبة لم تحرك ساكنا وكانت هادئة جدا مما زاد تلك العربية غضبا



فلم تصبر وقالت لها وهي تستفزها :



لدينا في فرنسا عدة مشاكل وأزمات ونقابك هذا مشكلة من المشاكل.. فنحن هنا للتجارة وليس لعرض الدين أو التاريخ ... فإذا كنت تريدين ممارسة الدين أو وضع النقاب فاذهبي الى وطنك ومارسي الدين كما تشائين ...



توقفت الأخت المنقبة عن وضع السلع في الحقيبة ونظرت إليها ... ثم قامت بكشف النقاب عن وجهها وإذ هي شقراء ... زرقاء العينين قائلة : أنا فرنسية أبا عن جد ... هذا إسلامي وهذا وطني ... أنتم بعتم دينكم ونحن اشتريناه

الاثنين، 3 ديسمبر 2012

حامي حمى الأمن الإسرائيلي


الرباعية الدولية حامي حمى الأمن الإسرائيلي


كل تحرك تتحركه اللجنة الرباعية الدولية المعنية بسلام الشرق الأوسط ينم عن حقيقة نواياها والأهداف التي تشكلت من أجلها ، وهو حماية أمن إسرائيل ليس إلا أما القضية الفلسطينية نفسها واستحقاقات الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة فتأتي كلها في ذيل القائمة في اهتمامات اللجنة ولا تعدو هذه التحركات كونها تحايلا لفظيا على الرأي العام العالمي الذى يزداد تململة وضيقه كل يوم من استعصاء ملف صراع الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية في قلبه وقد تمخض اجتماع اللجنة الرباعية في ميونيخ أمس فولد إعلانا عن اقتناع اللجنة بأن أي تأخير في استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية سيضر بإمكانات السلام والمعروف و الواضح أن استئناف المفاوضات التي تريدها إسرائيل مجرد جدلية لإدارة الأزمة واكتساب الوقت وهو مطلب المفاوض الإسرائيلي دون وجود أي مرجعيات أو سقوف زمنية واضحة لعملية المفاوضات هذه .

إن هذا التعميم في الإعلان وتجنب التعرض للقضايا الأساسية محور الصراع كالدولة واللاجئين والقدس والحدود ومصادر المياه والسيادة وغير ذلك من أسس الحل العادل يؤشر بوضوح الى انحياز اللجنة لصالح تحقيق أهداف إسرائيل فقط ، دون المبادرة من جانب أعضاء الرباعية على ما هم عليه من نفوذ دولي كدول كبرى ومنظمة دولية الى طرح حلول موضوعية أو مطالبة إسرائيل بتقديم طروحات مقبولة تستجيب للشرعية الدولية ولطموحات الشعب الفلسطيني, وقد بدا الأمر من خلال نتائج اجتماع ميونيخ كما لو كان استجداءً لقادة إسرائيل كي يقدموا شيئا لتشجيع المفاوض الفلسطيني على استئناف تلك المفاوضات الجوفاء.

لكن الجانب الفلسطيني بدوره يعرف طريقه جيدا ويتضح ذلك جليا من خلال ردود الفعل الفلسطيني على نتائج مثل هذه الاجتماعات الشكلية وقد كان رد السلطة الوطنية الفلسطينية أمس واضحا على مؤتمر ميونيخ بالقول إنه لم يرق الى توقعات الجانب الفلسطيني فالاحتلال هو الخطر الحقيقي الماثل امام أعين كل ذي عينين وليس فقط أمام أعين أعضاء الرباعية الدولية .

كما يبني أعضاء الرباعية استجداءهم لإسرائيل على فرضية ان أحداث الشرق الأوسط الأخيرة ستعقد عملية السلام وهذا تخريج مؤسف للوقائع وتشويه مشين للحقائق الموضوعية على الأرض فتعقيد عملية السلام يعود بالتأكيد إلى تعنت إسرائيل المتزايد واستقوائها بواشنطن والعواصم الأوروبية وتمييعها لدور الأمم المتحدة وقصرها سبل الحل السلمي على مفاوضات ثنائية معها وليس غير والحقيقة التي لا مراء فيها هي ان كل احداث الشرق دون استثناء هي نتيجة التعقيدات في عملية السلام التي تزداد تعقدا بسبب إسرائيل وأعوانها وميوعة من يعتبرون أنفسهم وسطاء سلام كالرباعية الدولية وليس مقدمة لتلك التعقيدات.

وعلى اللجنة الرباعية أن تعدل مناظيرها التي تنظر بها للأحداث لتنأى عن التوصيف الإسرائيلي ، إن لم نقل التعليمات الإسرائيلية لرئيس وأعضاء اللجنة المنتفعين من استمرارها في دورها المخيب للآمال ابتغاء منفعة مادية أو وجاهة دولية على حساب ملايين الضحايا من معتقلين ومحاصرين ومهجرين وشهداء في الجانب الفلسطيني

ذكاء المخابرات الاسرئيلية ؟


رجل عجوز يعيش لوحده

رغب أن يزرع البطاطس في حديقة منزله
و لكنه لا يستطيع لكبر سنه
فارسل لابنه الأسير رسالة
هذه الرسالة تقول :
... —
ابني الحبيب أحمد
تمنيت أن تكون معي الآن
و تساعدني في حرث الحديقة لكي أزرع البطاطس
فليس عندي من يساعدني
و بعد فترة استلم الأب الرسالة التالية :

أبي العزيز
أرجوك
إياك أن تحرث الحديقة
لإني أخفيت فيها شيئا مهمّا
عندما أخرج من المعتقل سأخبرك ما هو
(ابنك أحمد)

لم تمض ساعة على الرسالة و إذ برجال الموساد و الإستخبارات
و الجيش يحاصرون المنزل و يحفرونه شبرا شبرا
فلما لم يجدوا شيئا غادروا المنزل

وصلت رسالة للأب من ابنه في اليوم التالي :

أبي العزيز
أرجو أن تكون الأرض قد حُرثت بشكل جيد
فهذا ما استطعت أن أساعدك به
و إذا احتجت لشيء آخر أخبرني
و سامحني على التقصير

السبت، 24 نوفمبر 2012

قصة بائع الزبد و زوجته... أنظر ماذا حصل لهما !!!



سافر الفلاح من قريته إلى المركز ليبيع الزبد التي تصنعه زوجته وكانت كل قطعة على شكل كرة كبيرة...


سافر الفلاح من قريته إلى المركز ليبيع الزبد التي تصنعه زوجته وكانت كل قطعة على شكل كرة كبيرة تزن كل منها كيلو جراما. باع 

الفلاح الزبد للبقال واشترى منه ما يحتاجه من سكر وزيت وشاي ثم عاد إلى قريته. أما البقال .. فبدأ يرص الزبد في الثلاجة .. فخطر 

بباله أن يزن قطعة .. وإذ به يكتشف أنها تزن 900 جراما فقط .. و وزن الثانية فوجدها مثلها .. وكذلك كل الزبد الذي أحضره الفلاح ! 

في الإسبوع التالي .. حضر الفلاح كالمعتاد ليبيع الزبد .. فاستقبله البقال بصوت عال ٍ: "أنا لن أتعامل معك مرة أخرى .. فأنت رجل 

غشاش .. فكل قطع الزبد التي بعتها لي تزن 900 جراما فقط .. وأنت حاسبتني على كيلو جراما كاملا!". هز الفلاح رأسه بأسى وقال:

 "لا تسىء الظن بي .. فنحن أناس فقراء .. و لا نمتلك وزن الكيلو جراما .. فأنا عندما أخذ منك كيلو السكر أضعه على كفة .. و أزن 

الزبد في الكفة الأخرى..!". لا تدينوا كي لا تدانوا .. لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون .. وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم.. !


جاء رجل بريطاني إلى الشيخ وسأل: لماذا لا يجوز في الإسلام للمرأة أن تصافح رجلا؟


جاء رجل بريطاني إلى الشيخ وسأل: لماذا لا يجوز في الإسلام للمرأة أن تصافح رجلا؟




جاء رجل بريطاني إلى الشيخ وسأل: لماذا لا يجوز في الإسلام للمرأة أن تصافح رجلا؟
قال الشيخ: هل يمكن أن تصافح الملكة إليزابيث؟
قال الرجل البريطاني: بالطبع لا، هناك أشخاص فقط الذين يمكن أن يصافحو الملكة اليزابيث.
فأجاب الشيخ: المرأة لدينا هي الملكه والملكات لا تصافح الرجال الغرباء .
ثم سأل الرجل البريطاني الشيخ: لماذا الفتيات تستر الجسم والشعر؟
تبسم الشيخ واخذ اثنين من الحلوي، وفتح واحده وأبقى الاخري مغلقه. ألقى الاثنين على الأرض المتربة، وقال للبريطاني: إذا طلبت منك أن تأخذ واحده من الحلوي أي واحده سوف تختار؟
رد البريطاني: سأخذ المغلقة .
قال الشيخ: هذه هي الطريقة التي نعامل بها المرأة لدينا ....

أسباب تحريم زواج الأخوة فى الرضاعة


عن رسول الله صلى الله عليه وسلم


(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب” متفق عليه.)


ثبتت الأبحاث العلمية التي أجريت حديثاً وجود أجسام في لبن الأم المرضعة الذي يترتب على تعاطيه تكوين أجسام مناعية في جسم الرضيع بعد جرعات تتراوح من ثلاث

إلى خمس جرعات، وهذه هى الجرعات المطلوبة لتكوين الأجسام المناعية في جسم الإنسان , حتى في حيوانات التجارب المولودة حديثاً والتي لم يكتمل نمو الجهاز المناعي عندها.


فعندما ترضع اللبن تكتسب بعض الصفات الوراثية الخاصة بالمناعة من اللبن الذي ترضعه, وبالتالي تكون مشابهة لأخيها أو لأختها من الرضاع في هذه الصفات الوراثية


وقد وجد أن تكون هذه الجسيمات المناعية يمكن أن يؤدي إلى أعراض مرضية عند الإخوة في حالة الزواج

"الرجل الذى مات واقفاَ "


لو استوقفت أحد شباب المسلمين في هذا العصر ثم وجهت له السؤال التالي:
هل تعرف من هو (مالكوم أكس)؟
لوجدتِ علامات الدهشة والاستغراب تعلو وجهه، وعندها لن يحّر جواباً..
فمن هو هذا الشخص المدعو (مالكوم أكس)الذي يجهله أكثر
شباب الأمة الإسلامية؟
وما الذي يهمنا في أمره؟

إن هذه الشخصية الهامة كان لها فضل كبير في نشر الدين الإسلامي بين الأمريكان السود، في الوقت الذي كان السود في أمريكا يعانون بشدة من التميز العنصري بينهم وبين البيض، فكانوا يتعرضون لأنواع الذل والمهانة، ويقاسون ويلات العذاب وصنوف الكراهية منهم.

في هذا المناخ المضطرب الذي يموج بكل ألوان القهر والإذلال ولد مالكوم أكس لأب كان قسيساً في إحدى الكنائس، وأم من جزر الهند الغربية، وعندما بلغ السادسة من عمره قُتل والده على أيدي البيض بعد أن هشموا رأسه ووضعوه في طريق حافلة كهربائية دهمته حتى فارق الحياة.. فبدأت أحوال أسرة مالكوم أكس تتردى بسرعة.. مادياً ومعنوياً.. وباتوا يعيشون على الصدقات والمساعدات الاجتماعية من البيض والتي كانوا يماطلون في إعطائها.. ومع هذه الظروف القاسية عانت والدة مالكوم أكس من صدمة نفسية تطورت حتى أدخلت مستشفى للأمراض العقلية قضت فيه بقية حياتها، فتجرع مالكوم أكس وأخواته الثمانية مرارة فقد الأب والأم معاً، وأصبحوا أطفالاً تحت رعاية الدولة التي قامت بتوزيعهم على بيوت مختلفة...

في هذه الأثناء التحق مالكوم أكس بمدرسة قريبة كان فيها هو الزنجي الوحيد.. كان ذكياً نابهاً تفوق على جميع أقرانه فشعر أساتذته بالخوف منه مما حدا بهم إلى تحطيمه نفسياً ومعنوياً، والسخرية منه خاصة عندما رغب في استكمال دراسته في مجال القانون.. وكانت هذه هي نقطة التحول في حياته.. فقد ترك بعدها المدرسة وتنقل بين الأعمال المختلفة المهينة التي تليق بالزنوج.. من نادل في مطعم.. فعامل في قطار.. إلى ماسح أحذية في المراقص.. حتى أصبح راقصاً مشهوراً يشار إليه بالبنان، وعندها استهوته حياة الطيش والضياع فبدأ يشرب الخمر وتدخين السجائر، وكان يجد في لعبة القمار المصدر الرئيسي لتوفير أمواله.. إلى أن وصل به الأمر لتعاطي المخدرات بل والاتجار فيها، ومن ثم سرقة المنازل والسيارات.. كل هذا وهو لم يبلغ الواحدة والعشرين من عمره بعد.. حتى وقع هو ورفاقه في قبضة الشرطة.. فأصدروا بحقه حكماً مبالغاً فيه بالسجن لمدة عشر سنوات بينما لم تتجاوز فترة السجن بالنسبة للبيض خمس سنوات.

وفي السجن انقطع مالكوم أكس عن التدخين أو أكل لحوم الخنزير، وعكف على القراءة والإطلاع إلى درجة أنه التهم آلاف الكتب في شتى صنوف المعرفة فأسس لنفسه ثقافة عالية مكنته من استكمال جوانب النقص في شخصيته.

خلال ذلك الوقت.. اعتنق جميع إخوة مالكوم أكس الدين الإسلامي على يد الرجل المسمى ( السيد محمد إلايجا ) والذي كان يعتبر نفسه يهدي السود إلى الاسلام !.. وسعوا لإقناع مالكوم أكس بالدخول في الإسلام بشتى الوسائل والسبل حتى أسلم.. فتحسنت أخلاقه، وسمت شخصيته، وأصبح يشارك في الخطب والمناظرات داخل السجن للدعوة إلى الإسلام.. حتى صدر بحقه عفو وأطلق سراحه لئلا يبقى يدعو للإسلام داخل السجن.

كان مالكوم أكس ينتسب إلى حركة (أمة الإسلام ) والتي كان لديها مفاهيم مغلوطة، وأسس عنصرية منافية للإسلام رغم اتخاذها له كشعار براق وهو منها براء.. فقد كانت تتعصب للعرق الأسود وتجعل الإسلام حكراً عليه فقط دون بقية الأجناس، في الوقت الذي كانوا يتحلون فيه بأخلاق الإسلام الفاضلة، وقيمه السامية... أي أنهم أخذوا من الإسلام مظهره وتركوا جوهره ومخبره.

استمر مالكوم أكس في صفوف (أمة الإسلام) يدعو إلى الانخراط فيها بخطبه البليغة، وشخصيته القوية.. فكان ساعداً لا يمل، وذراعاً لا تكّل من القوة والنشاط والعنفوان... حتى استطاع جذب الكثيرين للانضمام إلى هذه الحركة. وبات من أهم شخصيات حركة أمة الإسلام قبل أن يتركها ويتحول إلى الإسلام السني.

رغب مالكوم أكس في تأدية الحج، وعندما سافر رأى الإسلام الصحيح عن كثب، وتعرف على حقيقته، وأدرك ضلال المذهب العنصري الذي كان يعتنقه ويدعو إليه.. فاعتنق الدين الإسلامي الصحيح، وأطلق على نفسه (الحاج مالك الشباز).

وعندما عاد نذر نفسه للدعوة إلى الإسلام الحقيقي، وحاول تصحيح مفاهيم جماعة (أمة الإسلام) الضالة المضلة.. إلا أنه قوبل بالعداء والكراهية منهم.. وبدءوا في مضايقته وتهديده فلم يأبه لذلك، وظل يسير في خطى واضحة راسخة يدعو للإسلام الصحيح الذي يقضي على جميع أشكال العنصرية.

وفي إحدى خطبه البليغة التي كان يقيمها للدعوة إلى الله أبى الطغاة إلا أن يخرسوا صوت الحق.. فقد اغتالته أيديهم وهو واقف على المنصة يخطب بالناس عندما انطلقت ست عشرة رصاصة غادرة نحو جسده النحيل الطويل.. وعندها كان الختام.. ولنعم الختام.. نسأل الله أن يتقبله في عداد الشهداء يوم القيامة.

وبعد هذا كله ألا يحق لنا أن نسأل من هو مالكوم أكس؟

الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

رسالة الي الحكومة والمعارضة !!




لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نصنف مجتمع ما على انه مجتمع فاسد وآخر على أنه صالح أو نزيه بعيداً عن 

الظروف والأسباب التي أدت بهذا المجتمع أن يوصف بهذا الوصف، فكثرة النزعات والجهل والفقر والاستبداد هي عوامل تتضافر بمجملها لتشكل ثقافة عامة لدى المجتمع تجعل منه أن ينظر إلى ظاهرة الفساد داخل مؤسسات الدولة على أنها حالة طبيعية لا يمكن أن تؤثر على مكانة الفرد (الفاسد) داخل الأسرة أو المجتمع، لا بل قد يرى البعض إن السلوك الفاسد يضفي مكانة أكبر لمن جاء به، وإن ممارسته لهذا السلوك هو جزء من حقه الطبيعي!!
 فعلى سبيل المثال؛ المرتشي والمتجاوز على المال العام، في نظر البعض هو الشخص (الذكي والفطن) الذي يستطيع أن يخترق القانون ويتجاوز على حقوق الآخرين ويبتزهم بطرق غير مشروعة في سبيل الحصول على كسب غير مشروع من دون أن يترتب على فعله أثر -عقابي- قانوني (كما يتصور هؤلاء)، بينما نجد في مجتمعات أخرى عكس ذلك تماماً، فالمتهرب عن دفع الضرائب أو من يتجاوز على القانون أو يستبيح المال العام نجده منبوذ بينهم ولا يحظى بالاحترام والثقة داخل أسرته ووسطه الاجتماعي.
والفساد كعلاقة وسلوك اجتماعي، يسعى رموزه إلى انتهاك قواعد السلوك الاجتماعي، فيما يمثل عند المجتمع المصلحة العامة، لهذا يصنف المختصون في قضايا الفساد أنواعه إلى واسع وضيق، فالفساد الواسع ينمو من خلال الحصول على تسهيلات خدمية تتوزع على شكل معلومات، تراخيص، أما الفساد الضيق فهو قبض الرشوة مقابل خدمة اعتيادية بسيطة، أي عندما يقوم موظف بقبول أو طلب ابتزاز (رشوة) لتسهيل عقد أو إجراء طرح لمناقصة عامة مثلاً.
 كما يمكن للفساد أن يحدث عن طريق استغلال الوظيفة العامة من دون اللجوء إلى الرشوة وذلك بتعيين الأقارب ضمن منطق (المحسوبية والمنسوبية) أو سرقة أموال الدولة مباشرةً.

وللسياسة أيضاً دورها المميز في صنع ثقافة الفساد داخل أوساط المجتمع، إذ جعلت منه ممارسة محمية من قبل بعض المتصدين للسياسة لتكون جزء من ثقافة السياسي وثقافة من يقف خلفه، وهنا لا أعني االشخصيات الفاسدة  فقط، بل من يقوم بالوقوف خلف الشخصيات الفاسدة على أمل الانتفاع من فسادها في حال وصلت إلى السلطة على حساب الغير سواء كان ذلك بطريقة مشروعة أو غير مشروعة.
 فثقافة المجتمع، هي مجموعة القيم والأفكار والخبرات والتجارب المتراكمة في مجتمع ما، والتي تمثل هوية أجياله، وتتحكم في تصرفاتهم ومسيرتهم، وتميزهم عن غيرهم من المجتمعات الأخرى؛ في التصورات والاعتقادات، والمبادئ والأخلاقيات، والعادات والتقاليد، والأذواق والأحاسيس، والمعاملات الحياتية اليومية، وهي التي بها تحتفظ الأمة بهويتها الثقافية، وخصائصها التاريخية، وسماتها الحضارية التي تتباهى بها أمام الأمم الأخرى.
ويرى "إبراهيم شهاب" في معجم مصطلحات الإدارة العامة، بأن الفساد: (أزمة خلقية في السلوك تعكس خللاً في القيم، وانحرافاً في الاتجاهات عن مستوى الضوابط والمعايير التي استقرت عزماً أو تشريعاً في حياة الجماعة وشكلت البناء القيمي في كيان الوظيفة العامة).
وهو ما يذهب إليه "عاصم الأعرجي" في نظريات التطوير والتنمية الإدارية، من أن الفساد هو: (القصور القيمي عند الأفراد الذي يجعلهم غير قادرين على تقديم الالتزامات الذاتية المجردة التي تخدم المصلحة العامة)، ولذلك يعد الفساد كواقع اجتماعي جزءً من ثقافة تؤدي إلى خلل في سلوك المجتمع بحيث ينظر الى ظاهرة الفساد في مؤسسات الدولة على أنها حالة طبيعية مألوفة من قبله ومقبولة لديه، وقد قال تعالى في ذلك: ﴿وإَِذا قِيلَ َلهمَ لا ُتفسِدوا فِي الأَرضِ َقاُلوا إِنَّما نَحن مصلِحون، أََلا إِنَّهم هم المفسِدون وَلكِن لاَّ يشعرون)"سورة البقرة الآية 11-12".
 الآن، ونحن في ظل أوضاع غاية في الصعوبة، تتعرض لها الكويت وهو بأمس الحاجة لكل من يأخذ بيدها، نرى هناك في ثقافة المجتمع خللاً كبيراً، أصاب جسد الدولة في مؤسساتها العامة بحيث أصبحت غير قادرة على الدفع باتجاه التغيير، ومواكبة حركة الديمقراطية الفتية في الكويت، ومواجهة التحديات الثقافية التي تحول دون نهوض بلدنا من كبوة المشاكل الاقتصادية والإدارية، الأمر الذي أدى إلى وجود حالة من التخلف الاقتصادي والعمراني في جميع أرجاء الدولة رغم محاولة إظهار حالة التقدم السياسي وتطوير العملية السياسية والخلاص من الاستبداد السياسي والتوجه صوب الانفتاح والحرية.
 بل؛ أصبح المال العام محط أطماع ضعاف النفوس والانتهازيين ومعدومي الضمير، والسبب في ذلك مرده إلى عوامل الضعف الداخلية، الناجمة عن شلل ثقافة المجتمع، التي أوصلت مؤسساتنا ودوائرنا الحكومية إلى هذه الحالة البائسة، وأوصلت الكويت إلى المراتب المتقدمة بين الدول الأكثر فساداً في العالم بحسب التقارير السنوية لمنظمة الشفافية العالمية.
 وإذا آمنا بأن ثقافة المجتمع تدفعه إلى التغيير، وتقود عملية التغيير حتى نهايتها، ونقصد هنا بالتغيير؛ الإصلاح والنهوض، والتنمية والتقدم، والرقي الحضاري بالخلاص من جميع مظاهر الفساد وفي مقدمته الفساد المالي والإداري، بالتالي لا بد لنا من البحث عن حلول واقعية وموضوعية تساهم في تغيير المفاهيم والثقافة التي تكاد أن تشكل عرفاً اجتماعياً فاسداً، ومن أهم تلك الحلول؛ العمل على:

1- النهوض بثقافة المجتمع؛ لتكون قادرة على الدفع باتجاه التغيير، إذ أن ثقافة المجتمع هي المسؤولة عن الأنماط السلوكية والاتجاهات الفكرية السائدة في ذلك المجتمع، ولذلك فإن تغيير ثقافة المجتمع هي نقطة الانطلاق نحو محاربة الفساد .

2- التأكيد على البناء الحضاري والذي هو بحاجة إلى فعل إنساني واع مستند إلى فكر وإرادة قوية ووعي متقدم يبرمج خطوات هذا البناء وليس من الضروري أن يكون كل المجتمع بالمستوى نفسه من الوعي لكي يتحرك.

3- أن تبادر النخبة المصلحة في المجتمع، والأفضل أيضاً أن تكون هذه النخبة أو(النخب) من أصحاب القرار الديني والسياسي والأكاديمي الذين يتأثر بسلوكهم عامة أفراد المجتمع ليكونوا النواة التي ينطلق من خلالها قيادة الحرب على الفساد بكافة أشكاله وألوانه وفي مقدمته الفساد المالي والإداري، إذ ليس من المعقول أن ينهض بمثل هكذا مهمة كبيرة وخطير بهذا الحجم أفراد لا يملكون سلطة القرار أو لا تأثير لهم على النفوس أو أنهم يعملون خلاف ما يدعون وبالتالي فإن عمل هؤلاء قد يأتي بنتائج عكسية ومخيبة للآمال.

4- ترسيخ ثقافة الوعي القانوني وتعزيزها في المجتمع وتعويد الأفراد اللجوء الى القضاء دون خوف أو تردد وحمايتهم من أية جهة مفسدة مهما كان حجمها وسلطانها، لأن سياسة السوط قد أثبتت فشلها في كثير من الأحيان إن لم تكن معززة بسلطة قضائية تراقب وتحاسب ولا تستحي من قول الحق تجاه من تسول له نفسه العبث في مؤسسات الدولة ودوائرها العامة.

5- النهوض بالواقع التربوي وتحصين الأجيال القادمة بثقافة نبذ الفساد والمفسدين من خلال برامج مدرسية وتربوية مدروسة ضمن أسس علمية وأخلاقية صحيحة.

6- أن تكون الحرب على الفساد من أولويات الحكومة المقبلة معززة بمساندة السلطة التشريعية بصفتها الرقابية والابتعاد عن تسييس ملفات الفساد مهما كانت صفة المتهم بها وإطلاق يد القضاء لمحاسبة ومعاقبة المتورطين واحترام كافة قرارات العدالة.

إن أفضل سلاح لكسب المعركة ضد الفساد يكمن في التزامنا المتواصل لقيم الحكم الصادق، والانفتاح، والسلوك العادل، وحكم القانون، كما إن لتشجيع المخلصين في الأوساط الحكومية ومكافئتهم وتقديم الدعم والعون لهم - وهم يحافظون على المال العام ويكشفون المفسدين- الأثر الأكبر في استمالة فكر الآخرين في النظر إلى المخلص على أنه إنسان مرغوب فيه داخل الأوساط الحكومية والاجتماعية، والى الفاسد على أنه منبوذ داخل وسطه الاجتماعي والحكومي، بالتالي تنسحب تلك النظر لتكون جزء من ثقافة المجتمع العامة كي يستطيع التخلص من هذه الآفة التي عاثت فساداً في جميع مفاصل الدولة، وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
اخوكم /طـــــــــلال الســـــــــــويدان 

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

كلام يكتب بماء الذهب


..  ::::

لا تدع الناس يعرفون عنك سوى سعادتك ! ولا يرون مــنك إلا ابتسامتك فإن ضاقت عليك ! ففي القرآن جنتك . . وإن المتك وحدتك ف
إلى السماء دعوتك ! وإن سألوك عن أخبارك !! فأحمد الله و أبتسـم

وإذا رأيت نملة في الطريق فلا تدسها وابتغ بذلك وجه الله عسى أن يرحمك كما رحمتها" . . وتذكر أنها تسبح لله فلا توقف هذا التسبيح بقتلك لها

وإذا مررت بعصفور يشرب من بركة ماء فلا تمر بجانبه لتخيفه " وابتغ بذلك وجه الله عسى أن يؤمنك من الخوف يوم تبلغ القلوب الحناجر

وإذا اعترضتك قطة في وسط الطريق فتجنب أن تصدمها وابتغ بذلك وجه الله عسى أن يقيك الله ميتة السوء واذا هممت بإلقاء بقايا الطعام فاجعل نيتك أن تأكل منها الدواب وابتغ بذلك وجه الله عسى أن يرزقك الله من حيث لا تحتسب

وتذكر :~ افعل الخير مهما استصغرته فلا تدرى أى حسنة تدخلك الجنه واذا نويت نشرهذا الكلام انوى بها خير لعل الله يفرج لك كربة من كرب الدنيا والاخرة





رتويت جزاكم الله خير ....................

الخميس، 8 نوفمبر 2012

رحم الله الملك فيصل ..



دهـش ديجول من سرعة بديهة الملك فيصل فقال :
يا جلالة الملك يقول اليهود إن فلسطين وطنهم الأصلي
وجدهم الأعلى إسرائيل ولد هناك ...

أجاب الملك فيصل : فخامة الرئيس أنا معجب بك لأنك متدين مؤمن بدينك
وأنت بلاشك تقرأ الكتاب المقدس
أما قرأت أن اليهود جاءوا من مصر ؟ غـزاة فاتحيـن
حرقوا المدن وقتلوا الرجال والنساء والأطفال
فكيف تقول أن فلسطين بلدهم ، وهي للكنعانيين العرب ، واليهود مستعمرون
وأنت تريد أن تعيد الاستعمار الذي حققته إسرائيل منذ أربعة آلاف سنة
فلماذا لاتعيد استعمار روما لفرنسا الذي كان قبل ثلاثة آلاف سنة فقط ؟
أنصلح خريطة العالم لمصلحة اليهود ، ولانصلحها لمصلحة روما ؟
ونحن العرب أمضينا مئتي سنة في جنوب فرنسا
في حين لم يمكث اليهود في فلسطين سوى سبعين سنة ثم نفوا بعدها

قال ديجول : ولكنهم يقولون أن أباهم ولد فيها !

أجاب الفيصل : غريب ! عندك الآن مئة وخمسون سفارة في باريس
وأكثر السفراء يلد لهم أطفال في باريس
فلو صار هؤلاء الأطفال رؤساء دول وجاءوا يطالبونك بحق الولادة في باريس !
فمسكينة باريس ! لا أدري لمن ســـتكون !
سكت ديجول ، وضرب الجرس مستدعياً ( بومبيدو )
وكان جالساً مع الأمير سلطان ورشاد فرعون في الخارج
وقال ديجول : الآن فهمت القضية الفلسطينية
أوقفوا السـلاح المصدر لإسرائيل ...
وكانت إسرائيل يومها تحارب بأسلحة فرنسية وليست أمريكية ...

يقول الدواليبي :
واستقبلنا الملك فيصل في الظهران عند رجوعه من هذه المقابلة
وفي صباح اليوم التالي ونحن في الظهران استدعى الملك فيصل رئيس شركة التابلاين الأمريكية
وكنت حاضراً ( الكلام للدواليبي ) وقال له : إن أي نقطة بترول تذهب إلى إسرائيل
ستجعلني أقطع البترول عنكم
ولما علم بعد ذلك أن أمريكا أرسلت مساعدة لإسرائيل قطع عنها البترول
وقامت المظاهرات في أمريكا
ووقف الناس مصطفين أمام محطات الوقود
وهتف المتظاهرون : نريد البترول ولا نريد إسرائيل
وهكذا استطاع هذا الرجل ( الملك فيصل يرحمه الله ) بنتيجة حديثه مع ديجول
وبموقفه البطولي في قطع النفط أن يقلب الموازين كلها .

أيام كانت الرجولة اسم على مسمى !
رحمة الله على الملك فيصل خير ما انجبت المملكة العربية السعودية و خسئ عملاء اليوم !

الخميس، 25 أكتوبر 2012

قمة في الروعة !!


حكى أنّ ثلاثة أشخاص حكم عليهم بالإعدام بالمقصلة


وهم : عالم دين ، محامي ، فيزيائي
وعند لحظة الإعدام تقدّم عالم الدين ووضعوا رأسه تحت المقصلة
وسألوه : هل هناك كلمة أخيرة توّد قولها ؟
فقال عالم الدين : الله ...الله.. الله... هو من سينقذني


وعند ذلك أنزلوا المقصلة ، فنزلت المقصلة وعندما وصلت لرأس عالم الدين توقفت
فتعجّب النّاس ، وقالوا : أطلقوا سراح عالم الدين فقد قال الله كلمته
ونجا عالم الدين
وجاء دور المحامي إلى المقصلة
فسألوه : هل هناك كلمة أخيرة تودّ قولها ؟
فقال : أنا لا أعرف الله كعالم الدين
ولكن أعرف أكثر عن العدالة ، العدالة ، العدالة
العدالة هي من سينقذني
ونزلت المقصلة على رأس المحامي ، وعندما وصلت لرأسه توقفت
فتعجّب النّاس ، وقالوا : أطلقوا سراح المحامي ، فقد قالت العدالة كلمتها

ونجا المحامي
وأخيرا جاء دور الفيزيائي
فسألوه : هل هناك كلمة أخيرة تودّ قولها ؟
فقال : أنا لا أعرف الله كعالم الدين
ولا أعرف العدالة كالمحامي
ولكنّي أعرف أنّ هناك عقدة في حبل المقصلة تمنع المقصلة من النزول


فنظروا للمقصلة ووجدوا فعلا عقدة تمنع المقصلة من النزول
فأصلحوا العقدة وانزلوا المقصلة على رأس الفيزيائي
وقطع رأسه
- وهكذا من الأفضل أن تبقي فمك مقفلا أحيانا
حتى وإن كنت تعرف الحقيقة

- من الذكاء أن تكون غبياً في بعض المواقف

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

من ابطال وطن //

قـصـة بـعـنـوان :- عـمـر الـمـخـتـار

سأله الضابط:هل حاربت الدولة الايطالية...؟
عمر:نعم
وهل شجعت الناس على حربها؟
_نعم
وهل أنت مدرك عقوبة مافعلت؟
_نعم
وهل تقر بماتقول؟
_نعم
منذ كم سنة وأنت تحارب السلطات الايطالية؟

_منذ20 سنة

هل أنت نادم على مافعلت؟

لا

هل تدرك أنك ستعدم؟

_نعم

_فيقول له القاضي بالمحكمة:

أنا حزين بأن تكون هذه نهايتك

فيرد عمر المختار:
_بل هذه أفضل طريقة أختم بها حياتي...........
_فيحاول القاضي أن يغريه فيحكم عليه بالعفو العام مقابل أن يكتب للمجاهدين أن يتوقفوا عن جهاد الأيطاليين ,فينظر له عمر ويقول كلمته المشهورة:

(ان السبابة التي تشهد في كل صلاة أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله ,لايمكن أن تكتب كلمة باطل).

الاثنين، 22 أكتوبر 2012

حكم انتقاد الحاكم بالأسلام !!

بعد هذا الربيع العربي الذي تولد عنه الربيع الاسلامي الكريم في انتظار الربيع السني الجليل تغيرت كثير من المفاهيم وولى زمان الديكتاتوريات في العالم العربي والإسلامي والحمد لله رب العالمين وصار الكلام على الديكتاتوريين بين عامة الناس أمرا عاديا بين الناس إلا أن هناك طوائف من خاصة المسلمين ، كثير منهم طلبة علم وفيهم خير كثير ، لا يزالون في تهيب من قضية الرد على انحرافات السلاطين وظلمهم للرعية ويستدلون على ذلك ببعض الأحاديث الضعيفة التي تأمر بالنصح للأمراء سرا وأن الانتقاد أمام لملأ فضيحة كما يقولون ، وأنا في هذه العجالة أريد أن أبين أن انتقاد الولاة على رؤوس الأشهاد طريقة معروفة عند السلف الكرام لم ينكرها عليهم أحد منهم واستنادهم في ذلك على قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فمن لم يستطع فبلسانه فمن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان ) .
1 ـ جاء في سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي رحمه الله 2/408 : ( عن ابن عباس رضي الله عنه قال : لما ولي عمر قيل له: لقد كاد بعض الناس أن يحيد هذا الأمر عنك . قال : وماذاك ؟ قال :
 يزعمون أنك فظ غليظ . قال الحمد الذي ملأ قلبي لهم رحما وملأ قلوبهم لي رعبا ) . فلم يقل لهم : لا يجوز لكم أن تنتقدوا ولي الأمر عمر أو تتكلمو فيه بسوء .
2 ـ روى الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان ـ باب بَيَانِ كَوْنِ النَّهْىِ عَنِ الْمُنْكَرِ مِنَ الإِيمَانِ وَأَنَّ الإِيمَانَ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ وَأَنَّ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْىَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاجِبَانِ. عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ :
 أَوَّلُ مَنْ بَدَأَ بِالْخُطْبَةِ يَوْمَ الْعِيدِ قَبْلَ الصَّلاَةِ مَرْوَانُ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ : الصَّلاَةُ قَبْلَ الْخُطْبَةِ. فَقَالَ قَدْ تُرِكَ مَا هُنَالِكَ. فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ ـ الخدري رضي الله عنه ـ أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ». ففي هذا الحديث دليل على جواز الإنكار على الولاة ولو في ملأ من الناس لأن اليوم الذي أنكر فيه الرجلُ على مروان بن الحكم الأموي كان يوم عيد وفي صلاة العيد حيث يشهدها الألوف من الناس وبحضور الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الذي فهم الفهم الصحيح لحديث : ( من رأى منكم منكرا فليغيره ..) وأنه يشمل الحاكم والمحكوم وأنه لا يشترط في النصيحة أن تكون سرا لأنه لم يُنكر على الرجل قيامه إلى مروان أمام الناس مما يدل على أن هذا أمر معروف عند السلف : أن ينصح الحاكم وينتقده ولو في ملأ من الناس .
ثم ساق الإمام مسلم رحمه الله بسنده ـ رقم : 50 ـ ما ئؤكد هذا الذي فهمه أبو سعيد الخدري ألا وهو حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. عَنْ أَبِى رَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «
 مَا مِنْ نَبِىٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِى أُمَّةٍ قَبْلِى إِلاَّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُونَ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ ». وهو حديث يدل على جهاد الحكام باليد واللسان ولو أمام الملأ ومن أقوى الأدلة على هذا أن عبد الله بن عمر لما سمع أبارافع يحدث عن عبد الله بن مسعود بهذا الحديث أنكره عليه لما يعلمه عبد الله بن عمر أن الحكام لا يجوز انتقادهم ـ كما هو مذهبه ـ قال مسلم رحمه الله بعد ذكر الرواية : قَالَ أَبُو رَافِعٍ فَحَدَّثْتُهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَأَنْكَرَهُ عَلَىَّ فَقَدِمَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَنَزَلَ بِقَنَاةَ فَاسْتَتْبَعَنِى إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَعُودُهُ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَلَمَّا جَلَسْنَا سَأَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَحَدَّثَنِيهِ كَمَا حَدَّثْتُهُ ابْنَ عُمَرَ.
3 ـ وروى الإمام مالك رحمه الله في الموطأ ، في كتاب البيوع ، باب بيع الذهب بالفضة تبرا أو عينا ، برقم : 1960 عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ بَاعَ سِقَايَةً مِنْ ذَهَبٍ أَوْ وَرِقٍ بِأَكْثَرَ مِنْ وَزْنِهَا فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْ مِثْلِ هَذَا إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ مَا أَرَى بِمِثْلِ هَذَا بَأْسًا 
فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ مُعَاوِيَةَ أَنَا أُخْبِرُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُخْبِرُنِي عَنْ رَأْيِهِ لَا أُسَاكِنُكَ بِأَرْضٍ أَنْتَ بِهَا ، ثُمَّ قَدِمَ أَبُو الدَّرْدَاءِ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى مُعَاوِيَةَ أَنْ لَا تَبِيعَ ذَلِكَ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ وَزْنًا بِوَزْنٍ . أخرجه النسائي 4572 واحمد 6/448 برقم : 28081 والبيهقي 10494.
في هذه القصة ينكر أبو الدرداء على معاوية رضي الله عنه وهو الأمير على الشام من قبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد وفاة أخيه يزيد بن أبي سفيان كما في الطبقات الكبرى لابن سعد 7/406 ينكر عليه مسألة تعامله بالربا ـ متأولاـ في جمع من الناس بدليل تحوُّل الخطاب في قوله : ( 
من يعذرني من معاوية ؟ ) مع قوله : ( لا أساكنك بأرض أنت فيها ) وخرج فعلا من الشام وقدم على عمر وأخبره الخبر .
أبو الدرداء أنكر على معاوية في ملأ من الناس أمرا له فيه تأويل وشبهة فكيف بمن بعمل المنكرات الظاهرة ويشيعها في الأمة ، تلك المنكرات التي لا يختلف على نكارتها إنس ولا جان ؟
4 ـ وفي الصحيحين عن جابر بنِ سُمْرَةَ رضي الله عنهما ، قَالَ :
 شَكَا أهْلُ الكُوفَةِ سَعْداً يعني : ابنَ أَبي وقاص - رضي الله عنه - ، إِلَى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فَعَزَلَهُ ، واسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَمَّاراً ، فَشَكَوا حَتَّى ذَكَرُوا أنَّهُ لا يُحْسِنُ يُصَلِّي ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا إسْحَاقَ ، إنَّ هَؤُلاَءِ يَزْعَمُونَ أنَّكَ لا تُحْسِنُ تُصَلِّي ، فَقَالَ : أَمَّا أنا واللهِ فَإنِّي كُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ صَلاَةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ، لا أُخْرِمُ عَنْها ... ) الحديث أخرجه : البخاري 1/192 (755) ، ومسلم 2/38 (453) (158) وليس في هذه القصة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه نهاهم عن الشكوى من الأمير وهو من هو ؟ سعد بن أبي وقاص ، خال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد المبشرين بالجنة وزعيم القادسية رضي الله عنه وأرضاه ، ولو جاز منع انتقاد الحكام والأمراء ـ فضلا عن أن يكونوا ظلمة ـ لجاز ذلك لعمر بن الخطاب لأن يمنع أهل الكوفة من انتقاد سعد المبشر بالجنة ، فكيف يُمنع انتقاد الولاة الظلمة الذين لا يحكمون بالقرآن والسنة ؟ ولاشك أن هذه الشكاوى والانتقادات قد فشت بينهم في الكوفة حتى أرسلوها لعمر بن الخطاب ، فلم ينههم عن انتقاده برغم أنه غير متهم كما قال عمر ـ نفسُه ـ يوم عيَّن ستة نفر للخلافة ومنهم سعد وقال : ( فإن أصابت الإمرة سعدا فهو ذاك وإلا فليستعن به أيكم ما أمر فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة ) رواه البخاري 3497 وغيره . ومع ذلك كله عزله ولم ينه أهل الكوفة عن انتقاد الولاة .
5 ـ بل إن عمر بن الخطاب نفسه قامت إليه امرأة تنكر عليه وهو يخطب ولم ينكر عليها ، ولم يقل لها : إن النصيحة للحاكم لا تكون إلا سرا ،قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره 99/5 : ( خطب عمر رضي الله عنه فقال: ألا لا تغالوا في صدقات النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها رسول الله،صلى الله عليه وسلم، ما أصدق قط امرأة من نسائه ولا بناته فوق اثنتي عشرة أوقية.
فقامت إليه امرأة فقالت: يا عمر، يعطينا الله وتحرمنا ! أليس الله سبحانه وتعالى يقول: (وآتيتم احداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا) ؟ فقال عمر: أصابت امرأة وأخطأ عمر. وفي رواية فأطرق عمر ثم قال: كل الناس أفقه منك يا عمر !. وفي أخرى: امرأة أصابت ورجل أخطأ.وترك الانكار. ) إهـ بلفظه .
6 ـ جاء في سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي رحمه الله تعالى : 456/4 ط دار الحديث المصرية في ترجمة
حجر بن عدي : قال الذهبي رحمه الله : ( حجر الخير... أبو عبد الرحمن الشهيد ، له صحبة ووفادة...وكان شريفا، أميرا مطاعا، أمارا بالمعروف، مقدما على الانكار، من شيعة علي رضي الله عنهما.شهد صفين أميرا، وكان ذا صلاح وتعبد.) ثم قال الذهبي : ( قيل: كذَّب زياد بن أبيه متولي العراق وهو يخطب، وحصبه مرة أخرى، فكتب فيه إلى معاوية.فعسكر حجر في ثلاثة آلاف بالسلاح، وخرج عن الكوفة، ثم بداله، وقعد، فخاف زياد من ثورته ثانيا.فبعث به في جماعة إلى معاوية. ) ثم ذكر الذهبي ما جرى بينه وبين والي معاوية زياد بن أبيه لما تولى العراق فقال : ( شهد القادسية.وهو الذي افتتح مرج عذراء، وكان عطاؤه في ألفين وخمس مئة.ولما قدم زياد واليا، دعا به، فقال: تعلم أني أعرفك، وقد كنت أنا وأنت على ما علمت من حب علي، وإنه قد جاء غير ذلك، فأنشدك الله أن يقطر لي من دمك قطرة، فأستفرغه كله، أملك عليك لسانك، وليسعك منزلك، وهذا سريري فهو مجلسك، وحوائجك مقضية لدي، فاكفني نفسك، فإني أعرف عجلتك، فأنشدك الله يا أبا عبدالرحمن في نفسك ) . فهذا الصحابي الجليل حجر بن عدي رضي الله عنه ( قال الإمام بن العربي المالكي في : ( العواصم من القواصم ) ص 326ط عمار الطالبي ) : ( هو من الصحابة مشهور بالخير ) الشهيد كما يقول الذهبي : ( أمّارا بالمعروف، مقدما على الانكار ) يكذب الأمير وهو يخطب على المنبر بل ويحصبه أي يرميه بالحجارة والحصى ولما ضاق منه ابن زياد ذرعا أمره أن يكف لسانه عنه فأبى فكانت نهايته أن تحققت فيه بشارة النبي صلى الله عليه وسلم : «سيد الشهداء يوم القيامة حمزة بن عبد االمطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله». ولم تنكر عليه عائشة رضي الله عنها ما كان يقوم به من الإنكار العلني على والي معاوية على العراق بل أرسلت لمعاوية رسالة تشفع له عنده لكنها جاءت متأخرة كما قال الذهبي رحمه الله : ( وقدم ابن هشام برسالة عائشة، وقد قتلوا، فقال: يا أمير المؤمنين أين عزب عنك حلم أبي سفيان ؟ قال: غيبة مثلك عني، يعني أنه ندم ) مما يدل على أن ما قام به الصحابي الجليل عدي من انتقاد الولاة علنا أمام الناس ليس مخالفا للسنة النبوية ، بل هو ما تعارف عليهالصحابة رضي الله عنهم. بل إن ابن عمر الذي اشتهر عنه عدم انتقاد الولاة تألم لقتله : قال الذهبي : ( روى ابن عون: عن نافع، قال: كان ابن عمر في السوق، فنعي إليه حجر، فأطلق حبوته، وقام، وقد غلب عليه النحيب ) رواه أحمد كما في " البداية والنهاية " 8 / 55 من طريق ابن علية بهذا الاسناد، قال الأرناؤوط : وهو صحيح.
7 ـ وذكر الإمام الذهبي رحمه الله تعالى في ترجمة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في ( سير أعلام النبلاء 274-275/4 : ( عن عروة أن المسور بن مخرمة أخبره أنه وفد على معاوية، فقضى حاجته، ثم خلا به، فقال: يا مسور ! 
ما فعل طعنك على الائمة ؟ قال: دعنا من هذا وأحسن.
قال: لا والله، لتكلمني بذات نفسك تعيب علي.
قال مسور: فلم أترك شيئا أعيبه عليه إلا بينت له.
فقال: لا أبرأ من الذنب.
فهل تعد لنا يا مسور مانلي من الاصلاح في أمر العامة، فإن الحسنة بعشر أمثالها، أم تعد الذنوب، وتترك الاحسان ؟ قال ما تذكر إلا الذنوب.
قال معاوية: فإنا نعترف لله بكل ذنب أذنبناه، فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلك إن لم تغفر ؟ قال: نعم.
قال: فما يجعلك الله برجاء المغفرة أحق مني، فوالله ما ألي من الاصلاح أكثر مما تلي، ولكن والله لا أخير بين أمرين بين الله وبين غيره، إلا اخترت الله على ما سواه، وإني لعلى دين يقبل فيه العمل ويجزى فيه بالحسنات، ويجزى فيه بالذنوب إلا أن يعفو الله عنها.
قال: فخصمني.
قال عروة: فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلا صلى عليه ) . والمسور بن مخرمة رضي الله عنه من خيار الصحابة وهذه القصة مشهورة كما قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله في منهاج السنة النبوية : ( والحكاية المشهورة عن المسور بن مخرمة أنه خلا بمعاوية ...) إهـ من المنتقى من منهاج الاعتدال ص 262 . فانظر إلى منهج المسور في الطعن على الولاة فيما خالفوا فيه الصواب أو فيما وقعوا فيه بالمناكر ولم ينهض عنده أن ذلك من منهج الخوارج أو شيئا من هذا القبيل الذي نسمعه اليوم من بعض الإخوة برغم من أن زمن الديكتاتتورية قد ولى إلى غير رجعة والحمد لله .
8 ـ وقال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه : باب : لم يكترث بطعن من لا يعلم في الأمراء حديثا وساق بسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثا وأمر عليهم أسامة بن زيد فطعن في إمارته وقال (
 إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبله وايم الله إن كان لخليقا للإمرة وإن كان لمن أحب الناس الي و إن هذا لمن أحب الناس إلي بعده ) . فلم ينههم النبي صلى الله عليه وسلم عن الطعن في الأمير وانتقاده وإنما دافع عنه بما يعلمه من حاله ،ولم يقل لهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ : لا تطعنوا في الأمير .
9 ـ ومن الأدلة الواضحة أيضا على أن انتقاد الولاة على رؤوس الأشهاد كان منهجا معروفا عند السلف ماذكره الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى في فتح الباري 159/13 ح 7151 قال : ( أخرج الطبراني في الكبير من وجه آخر عن الحسن قال لما قدم علينا عبيد الله بن زياد أميرا أمره علينا معاوية غلاما سفيها يسفك الدماء سفكا شديدا وفينا عبد الله بن مغفل المزني ( قال الجيلالي الدكالي : هو من اهل بيعة الرضوان ) فدخل عليه ذات يوم فقال له انته عما أراك تصنع ، فقال له وما أنت وذاك ـ أي : وما شأنك أنتَ يا ابن مغفل ؟ ـ قال ثم خرج إلى المسجد فقلنا له ما كنت تصنع بكلام هذا السفيه على
 رؤوس الناس فقال انه كان عندي علم فأحببت أن لا اموت حتى أقول به على رؤوس الناس ثم قام فما لبث ان مرض مرضه الذي توفي فيه فأتاه عبيد الله بن زياد يعوده ) .

10 ـ وأخيرا قال الإمام ابن قدامة رحمه الله تعالى في كتابه : مختصر منهاج القاصدين ) ص 106 وهو يتكلم على الإنكار العلني على الولاة : ( وإن لم يخف إلا على نفسه فهو جائز عند جمهور العلماء ) .
الخلاصة أن المتتبع لسير السلف سيجد الكثير من مثل هذه المواقف التي تدل على أنهم لم يشترطوا في النصح والإنكار أن يكون دائما في السر كما يشترطه كثير من الناس اليوم مع العلم أن الفرق ساشع بين أولئك الحكام وهؤلاء الجاثمين على صدور الشعوب من الديكتاتوريين .
والحمد لله رب العالمين.والله يحفظ لنا الاسرة الحاكمه ويهديهم الي الحكمة والعدل ....... اخوكم /طلال السويدان