الاثنين، 3 ديسمبر 2012

حامي حمى الأمن الإسرائيلي


الرباعية الدولية حامي حمى الأمن الإسرائيلي


كل تحرك تتحركه اللجنة الرباعية الدولية المعنية بسلام الشرق الأوسط ينم عن حقيقة نواياها والأهداف التي تشكلت من أجلها ، وهو حماية أمن إسرائيل ليس إلا أما القضية الفلسطينية نفسها واستحقاقات الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة فتأتي كلها في ذيل القائمة في اهتمامات اللجنة ولا تعدو هذه التحركات كونها تحايلا لفظيا على الرأي العام العالمي الذى يزداد تململة وضيقه كل يوم من استعصاء ملف صراع الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية في قلبه وقد تمخض اجتماع اللجنة الرباعية في ميونيخ أمس فولد إعلانا عن اقتناع اللجنة بأن أي تأخير في استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية سيضر بإمكانات السلام والمعروف و الواضح أن استئناف المفاوضات التي تريدها إسرائيل مجرد جدلية لإدارة الأزمة واكتساب الوقت وهو مطلب المفاوض الإسرائيلي دون وجود أي مرجعيات أو سقوف زمنية واضحة لعملية المفاوضات هذه .

إن هذا التعميم في الإعلان وتجنب التعرض للقضايا الأساسية محور الصراع كالدولة واللاجئين والقدس والحدود ومصادر المياه والسيادة وغير ذلك من أسس الحل العادل يؤشر بوضوح الى انحياز اللجنة لصالح تحقيق أهداف إسرائيل فقط ، دون المبادرة من جانب أعضاء الرباعية على ما هم عليه من نفوذ دولي كدول كبرى ومنظمة دولية الى طرح حلول موضوعية أو مطالبة إسرائيل بتقديم طروحات مقبولة تستجيب للشرعية الدولية ولطموحات الشعب الفلسطيني, وقد بدا الأمر من خلال نتائج اجتماع ميونيخ كما لو كان استجداءً لقادة إسرائيل كي يقدموا شيئا لتشجيع المفاوض الفلسطيني على استئناف تلك المفاوضات الجوفاء.

لكن الجانب الفلسطيني بدوره يعرف طريقه جيدا ويتضح ذلك جليا من خلال ردود الفعل الفلسطيني على نتائج مثل هذه الاجتماعات الشكلية وقد كان رد السلطة الوطنية الفلسطينية أمس واضحا على مؤتمر ميونيخ بالقول إنه لم يرق الى توقعات الجانب الفلسطيني فالاحتلال هو الخطر الحقيقي الماثل امام أعين كل ذي عينين وليس فقط أمام أعين أعضاء الرباعية الدولية .

كما يبني أعضاء الرباعية استجداءهم لإسرائيل على فرضية ان أحداث الشرق الأوسط الأخيرة ستعقد عملية السلام وهذا تخريج مؤسف للوقائع وتشويه مشين للحقائق الموضوعية على الأرض فتعقيد عملية السلام يعود بالتأكيد إلى تعنت إسرائيل المتزايد واستقوائها بواشنطن والعواصم الأوروبية وتمييعها لدور الأمم المتحدة وقصرها سبل الحل السلمي على مفاوضات ثنائية معها وليس غير والحقيقة التي لا مراء فيها هي ان كل احداث الشرق دون استثناء هي نتيجة التعقيدات في عملية السلام التي تزداد تعقدا بسبب إسرائيل وأعوانها وميوعة من يعتبرون أنفسهم وسطاء سلام كالرباعية الدولية وليس مقدمة لتلك التعقيدات.

وعلى اللجنة الرباعية أن تعدل مناظيرها التي تنظر بها للأحداث لتنأى عن التوصيف الإسرائيلي ، إن لم نقل التعليمات الإسرائيلية لرئيس وأعضاء اللجنة المنتفعين من استمرارها في دورها المخيب للآمال ابتغاء منفعة مادية أو وجاهة دولية على حساب ملايين الضحايا من معتقلين ومحاصرين ومهجرين وشهداء في الجانب الفلسطيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق